لقد حققت مقاطعة واد الناقة نسبة تصويت مرتفعة بوأتها منزلة متقدمة على المستوى الجهوي والوطني حيث سجلت نسبة المشاركة حوالي 65 % وحصل التصويت "بنعم" عل حوالي 89%.
وهي نتيجة ما كانت لتحقق لولا تضافر جهود مختلف الفاعلين السياسيين للمقاطعة من منتخبين ومسؤولين حزبيين وقادة رأي و رجال أعمال ووجهاء وأطر وشباب ونساء، دون أن ننسي الدور الحيوي والتأطيري الذي اضطلعت به السلطات الإدارية والإدارة المقاطعية للحملة.
لقد تجلت بوادر هذا التضافر والتناغم منذ الأشهر الأولي التي سبقت انطلاقة الحملة الممهدة لاقتراع التعديلات الدستورية وذالك بتنظيم عدة أنشطة واجتماعات وفعاليات انتظمت في شكل مبادرات وتجمعات وتكتلات سياسية متعددة كانت لها حضور متميز في كل المحطات البارزة لاقتراع 5 أغشت ، اعتبارا من زيارة السيد رئيس الجمهورية لعاصمة ولاية اترارزة ، إلي مهرجان "التحدي" المنظم من طرف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في روصو، إلي تدشين مقر الحزب في واد الناقة والزيارة التعبوية للإدارة الجهوية للحملة لمقر المقاطعة.
الحضور البارز لمختلف الفاعلين السياسيين في المقاطعة أعطي حيوية وزخما كبيرين للحملة الانتخابية علي مستوي المقاطعة وفي مختلف قراها وتجمعاتها السكانية ، وهو الحضور الذي تكلل بتصويت معتبر لصالح الإصلاحات الدستورية المقترحة من طرف الحكومة.
لقد برهن سكان مقاطعة واد الناقة بهذا التصويت المرتفع على تمسكهم بفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ، وامتنانهم وتقديرهم للانجازات الكبيرة التي تحققت في عهده على مختلف الأصعدة والمجالات، والتي يضيق المقام هنا عن تعدادها.
كما اثبت سكان مقاطعة واد الناقة حضورهم واهتمامهم بالقضايا الوطنية الكبرى وفي مقدمتها رد الاعتبار والجميل للمقاومة الوطنية ولإبطالها الشهداء وكذا تطوير المنظومة الدستورية تكريسا للحكامة الرشيدة من أجل تنفيذ سياسيات اجتماعية واقتصادية تخدم المواطن وتحقق له عيشة كريمة في جو من الطمأنينة والأمن والأمان.
لقد استطاع الفاعلون السياسيون في مقاطعة واد الناقة أن يتساموا علي الخلافات البينة والمصالح الضيقة، التي أفقدت المقاطعة مقاعد انتخابية مهمة في الاستحقاقات التشريعية والبلدية لسنة 2013، وذلك تغليبا لانتمائهم المشترك للمشروع الوطني و المجتمعي لسيادة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وبانخراطهم ومضيهم في طريق البناء والتقدم والاستقرار الذي رسمه فخامة رئيس الجمهورية والذي قطع أشواطا متقدمة تتطلب من كل المواطنين المخلصين أن يصونوها ويستزيدوا منها بعيدا عن دعوات التفرقة وتثبيط العزائم.
كأحد أبناء مقاطعة واد الناقة، لا يسعني بمناسبة النجاح الباهر للإصلاحات الدستورية إلا أن احيي واهنأ كل الفاعلين السياسيين في المقاطعة ومن خلالهم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والشعب الموريتاني الذي استطاع تخطي محطة فارقة في تاريخيه السياسي، ستفتح مرحلة سياسية جديدة واعدة إن شاء الله .
بقلم:
الناجي ولد المختار السالم